تساقط الشعر
مقدمة
تَأَملْ يا رعاك الله:
قدرة الخالق فينا وإبداعه اللامتناهي في جمال خلقنا وتعقيد تفاصيلنا.
فلو نظرت كيْفَ أنَّ وجهكَ كَسَتْهُ البشرةُ من فوقِهَا استقرت عُيونٌ وشِفِاهٌ وفي قَبْضةُ النورِ التي منحها لأنفِكْ.
ثم أحاط ربك هذا الحُسْنِ بمختَلفِ ألوانِهِ بِشَعْرٍ يكسو الرَّأسِ، وشَعْرٍ حمى العينين.
وشَعْرٍ يِنْبُتُ مِنْ أرضِ وجهِكَ، لا يتشابه أيٌ من هذا الشعر في مكانه نمو غيره.
فَلَاْ تَطُولُ لِحيَتُكَ لِتَصِيرَ كَشَعرِ رَأسِكَ ولا تَقْصُرُ فَتَكُونَ حَاجِبَاً لِعَيْنِكْ.
تعريف الشعر من حيث المنبت والطبيعة والجودة
الشعر:
هو عبارة عن تشكل مواد بروتينية يقوم الجسم بفرزها. يكون البروتين الرئيسي فيها هو الكرياتين.
كما أن الكرياتين نفسه موجود في أظافرنا فالشعر والأظافر أكثر منطقتين تتركز فيهما تلك المادة البروتينية.
ولا بد لك من أن تعلم أن الشعر هو جزء حي من أجزاء الجسد يتأثر به ويؤثر فيه وهو ليس زوائد ميتة.
يتكون الجزء الحي من الشعرة في البصيلة الموجودة في الطبقة العميقة للبشرة الموجودة تحت سطح الجلد.
وهذه البصيلة متصلة بأوعية دموية دقيقة كثيفة يصل منها الغذاء الذي تعمل البصيلة من خلاله على إمداد الشعرة به طوال فترة حياتها.
دورة حياة الشعرة
هذه الدورة متصلة مع دورة حياة البصيلة التي تنمو منها.
- تبدأ الشعرة بالنمو بمعدل 1 سم كل شهر تقريباً، حتى تصل إلى أقصى طول أو مدى لها.
- ثم تدخل بمرحلة توقف النمو والثبات، وبعد زمن تنتهي حياة الشعرة وتسقط.
- ثم تعود البصيلة نفسها للإنتاج وتبدأ بإعداد شعرات جديدة.
وتتشابه الشعرات والبصيلات كلها بدورة الحياة هذه، ولكنها لا تشترك في نفس توقيت الحياة والسقوط.
فكل شعرة تنمو وتمر بدورة حياة بفترة زمنية خاصة بها، وتوقيت مختلف عن أخواتها.
في الحالة العادية من الطبيعي أن تموت 100 شعرة يومياً وتسقط.
معلومات هامة عن الشعر
أثبتت الدراسات الطبية أن نحو 90% من الشعر ينمو كل الوقت، أي أن الشعر يتجدد دائماً.
كما أنه تتراوح المدة اللازمة لنمو الشعر بين سنتين إلى ست سنوات تقريباً، وبذلك تكون دورة الشعر قد اكتملت.
أما نسبة الـ 10% المتبقية من الشعر التي لم تحسب ضمن دورة نمو الشعر،
فإنها تخلد في تلك الأثناء للراحة لفترة قد تمتد من شهرين إلى ثلاثة أشهر، بعدها يتساقط هذا الشعر حتى ينمو الشعر الجديد.
وعندما يتساقط الشعر، ينمو شعر جديد من جُرَيبات الشعر (Follicles Hair)، لتبدأ دورة نمو جديدة من البداية وتعاد الحياة كما ذكرنا سابقاً.
أسباب وحلول لتساقط الشعر
تكاد أسباب تساقط الشعر لا تعد ولا تحصى، وغالبية البشر رجالاً ونساءً معرضون لمرحلة ضعف الشعر وتساقطه.
مما يدفعهم بأفعال وتصرفات خاطئة ومتسرعة، ظناً منهم بأنها دافعة لهذه المشكلة، فيتحولون إلى أصحاب شعر خفيف ومتساقط بكثرة.
- لا شك وأن تساقط الشعر عند الرجال ليس بالأمر الهام كما هو تساقط الشعر عند النساء.
ولكن.
لابد والحذر لأن سقوط الشعر بشكل زائد هو مؤشر هام على وجود خلل في الجسم فعلينا الانتباه.
والعكس صحيح فليست كل ظواهر تساقط شعرنا تكون مقلقة أو بحاجة لعلاج،
من أهم أسباب تساقط الشعر
سوء التغذية
يعتبر سوء التغذية وخاصة في سن المراهقة والنمو من الأسباب الأساسية لتساقط الشعر.
ولا يخفى عليك عزيزي القارئ أن مشكلة الغذاء الصحي والمتنوع وسوء التغذية وقلة الشهية مشكلة شائعة في عموم العالم.
- الغذاء الغير صحي
- الجهل
- عدم الاهتمام بصحة أجسادنا بشكلٍ عام
أسباب ستؤدي إلى فقدان الكثير من نضارتنا وقوتنا وصحتنا،
بالتالي
سيكون الضعف العام وتساقط الشعر نتيجة حتمية لهذه المقدمات.
والمهم في الأمر هنا أن الشعر كبقية الجسد فهو بحاجة مستمرة للغذاء، باعتباره جزءًا ضعيفًا وحساسًا من الجسد.
عامل نقص الفيتامينات
رتم الحياة السريع والاعتماد على أغذية غير متكاملة وعلى الوجبات السريعة والعمل الطويل والهموم، كل هذا أصبح جزءاً من حياتنا.
وهذه الطريقة من الحياة اليومية طبعا سيكون لها عواقب وخيمة على الجسم وأهمها نقص الفيتامينات.
- الخضار
- الفواكه
- البقول
- السمك
- المكسرات
- التعرض للشمس والرياضة بصورة ثابتة
عوامل تمد الجسم بالحديد والزنك والبروتين وفيتامين سي ود، وكل ما يهم من عناصر القوة والحياة.
كثير من الأمراض
بالطبع الأمراض الجلدية المرافقة لفروة الرأس والحساسية في بعض أنواعها كالعدوى والالتهابات الفطرية والبكتيرية،
تسبب سقوطاً حاداً في الشعر وتكون سبباً مهماً من أسباب الصلع المبكر.
وهناك أمراض أخطر-عافاكم الله-تصيب الجسم مثل:
- الثعلبة الحميدة أو الخبيثة
- خلل في إفرازات الغدد
- نقص المناعة.
ولابد من التنويه أن الكثير من الأمراض، بمجرد علاجها والقضاء عليها يعود الشعر تدريجياً بالنمو والرجوع لشكله الطبيعي.
أسباب وراثية لتساقط الشعر
وتعتبر الوراثة هي المؤثر الأكبر في الصلع عند الرجال خصوصاً، وعادة ما تبدأ الجينات الوراثية بالظهور في بداية الثلاثينات.
يكون الهرمون المسبب الأهم في هذه الوراثة هرمون التستوستيرون ومكوناته.
كما أن الصلع عند النساء لا يكون عادة كاملاً ولا يشمل كل الرأس،
والتفسير الطبي لهذه الحالة هو عدم امتلاك النساء هرمون التستوستيرون بالشكل الكبير،
بالتالي.
نسبة هذا الهرمون لديها لن تسبب لها أكثر من تساقط الشعر من أماكن متفرقة.
التعب والإرهاق النفسي وأثره في تساقط الشعر
من المسلمات العلمية أن التعب والإرهاق النفسي له تأثيرات سلبية خطيرة على كل الجسم ومن جملته الشعر.
فالمرور بالأزمات النفسية والهموم والمشاكل التي تتعلق بالتفكير والحزن وما إلى ذلك، تؤدي لتساقط الشعر وتكسر الأظافر وأكثر من ذلك بكثير.
أيضاً للتغير الفيزيولوجي للجسم ومراحل المراهقة وفترة الحمل والإرضاع أمور يمكن أن تؤدي لتساقط الشعر
عدم الاهتمام اللازم ونقص العناية
هناك الكثير من العادات اليومية التي تؤدي إلى تلف الشعر،
ونذكر أهم أسباب تساقط الشعر مثل:
- قلة تنظيف الشعر بشكل دائم من العرق والملوثات والبيئة الغير صحية الموجودة حولنا.
- غسل الشعر بالكيماويات كالشامبو والصابون بكثرة يؤدي لجفاف الشعر وإزالة الدهون التي تقوم بتغذيته وترطيبه.
- استخدام مستحضرات تنظيف وتجميل غير مناسبة لنوعية الشعر أو تجارية تؤدي لتلفه.
- تعريض الشعر للحرارة العالية كمجففات الشعر بكثرة.
- الإهمال المتكرر للشعر في الطقس الحار وترك أشعة الشمس وأملاح العرق تؤثر عليه.
- تغطية الشعر بعد الحمام وهو مبلل أو رطب.
- الصبغات والملونات مؤذية جداً، وكذلك عدم استخدام المرطبات والزيوت المعالجة للشعر.
طرق علاج تساقط الشعر
- الابتعاد عن كل المحاذير والأسباب الممرضة التي ورد ذكرها سابقاً.
- علاج بالأعشاب الطبيعية المعروفة كالزيوت والأمصال والخلطات الطبية التي يمكن أن تخفف من المشكلة لدرجة معينة.
- استخدام عقاقير طبية كيماوية تفيد في هذه المشاكل كالحقن والفيتامينات العامة وجلسات العناية بالشعر حمامات البخار.
ولكن.
إذا استمر تساقط الشعر وأدى إلى وجود فراغات كبيرة وتواصل التساقط لفترة، هنا لابد من الإقرار بأن مثل هكذا حلول لم تعد مجدية.
ولابد من التفكير بحلول سريعة وأكثر عمقاً ونفعاً، ومن أهمها زراعة الشعر